وسائل العمل الكشفي
إن أساليب التربية الكشفية غنية جداً , ولكننا سنعطي الوسائل الاساسية الاربعة : حياة الفرقة , المخيم , قانون الكشافة, النمو الشخصي .
أ- حياة الفرقة : كثيراً ما شبهت الفرق الكشفية بالاسرة السعيدة . وكي يجد مكانته ويعرف شخصيا في مختلف مراحل نموه , فمن الضروري ان يكون عدد الكشافة محدود . فلا يجب ان يزيد عدد كل مجموعة اكثر من 25- 30 عضو فقط . يتفرع منها فرق كشفية .
إن حياة الجماعة هي العنصر الاساسي في النظام التربوي للحركة الكشفية فهي المكان المناسب لبناء حياة الجماعة , ضمن هذه الفرق الصغيرة المكونة من 6-7 اشخاص . ومن كل فرقة ينتخب قائد . حتى الولد الخجول سيتجرأ للتعبير عن ذاته . فيتعلم كل واحد ان يسمع للاخر وان يتقبل الآخر كما هو ويتعلم التضامن والشعور مع الآخر. تعتبر الحركة الكشفية كل ولد بأنه جدير بالثقة ويجب أن نثق به . وبعد ان يقطع العهد على نفسه , يجب الاعتماد عليه في تنفيذه الى اقصى حد ممكن وربما ظهرت بعض الامور التي لا يمكن تجنبها , فعلينا التغاضي عنها , لانها ثمن بسيط للثقة بالنفس وحسن النية التي تغرس في نفس الولد نتيجة لموقفنا هذا منه . ان هذه الثقة ليست مبدأ نظرياً , بل يجب تطبيعها في نظام المجموعة وفي كل مناسبة.
في الفرق الكشفية يتم التدرب على حياة الجماعة والمسؤولية . فتقدم للشبيبة الكشفية نمطاً حياتياً يتناسب مع عمر الكشافة , ليشعر كل واحد بانه قادر على حمل المسؤولية , وبأنه عضو فعال بحاجة اليه. فيكتشف في هذا الجو المشجع, امكانيات جديدة , فينمي مواهبه ويضعها في خدمة الآخرين .
يبلغ عدد الكشافة في العالم 22 مليون , يمارسون نفس القوانين , نفس الوعد , ونفس التحية الكشفية . يرتدون لباساً موحداً يظهر للاخرين , بأنهم أعضاء في الحركة الكشفية , وبأنهم سعداء بهذه العضويه , ويسهل التعرف على الاعضاء الآخرين من نفس المجموعة , دون تمييز عنصري او لغوي أو اجتماعي .
من هنا لا بد ان نرى الصفات التي يجب على القائد التحلي بها ليحسن التعامل مع الافراد : ان يكون قدوة حسنة في القيام بواجبه الديني وتمسكه في الفضيلة , ان يكون شاهد للرسالة الموكلة اليه لنقل الفرح المسيحي من خلال المجموعة . ان يفهم الحركة الكشفية, ان يكون قوي الشخصية والقدرة على القيادة , عليه النزول الى مستويات الكشاف والقدرة على التعلم والتفاهم معهم , والقدرة على مشاركتهم حياتهم وهمومهم ...
ب- المخيم :كان بادن باول يقول :" ان الطبيعة هي الينبوع الاول لكل تربية ". المخيم هو زمن مدرسة الطبيعة زمن يتراوح بين 3-15 يوما حسب الامكانيات , عمر , وخبرة الاولاد , وحسب تنشئة وتدريب القادة . المخيم القصير , يحتوي كل حركة كشفية حقيقية أفضل من مخيم طويل ممل بسبب عدم التنظيم والابتكار والالتزام . يتطلب المخيم ترتيباً مسبقاً كي يتوج بالنجاح من كل أعمال الكشافة السنوية , ويعطي الحركة الكشفية , المناسبة للاستفادة من خبرة كل واحد من اسعاف او مطبخ, او قراءة خرائط ... الخ .
المخيم هو خبرة تضامن : عند الوصول الى المخيم , يجب تحضير كل شيء وبناء كل شيء . أولاً , بناء المخيم ثم الترتيب . ويساهم في هذا العمل الكبير والصغير . ومن وراء هذا العمل تنتج الصداقة , التي تستمر بعد المخيم , لانها ناتجة عن العمل المتعب والمشترك , وعن الخدمة المتواصلة , والفرح بالنجاح .
المخيم هو خبرة حقيقية : فمن خلال الجهد , الحر , المتاعب , والصعوبات تظهر الاطباع ... فهل يحافظ الكشافة على الابتسامة ام على عدم ضبط النفس ؟ يسمح لنا المخيم بمعرفة الذات والاخرين بشكل أفضل .
المخيم اختبار الحرية : لا أخذ الى المخيم الا الضروري , لان الحياة هناك بسيطة وبدون تصنع . فنتعلم التخلص من كل ما يثقل الحياة اليومية ويساعد المخيم على الاكتشاف المستمر للقيم الحقيقية .
المخيم هو خبرة روحية : اليس بلغة الطبيعة , الزرع , الكرمة , وزنابق الحقول علم يسوع تلاميذه ؟ أن حياة المخيم تتكلم لغة الله الرمزية , لغة الكتاب المقدس والليتورجيا ؟ تجذب الطبيعة بشكل عفوي , وتجعل الولد يتعجب . فانطلاقا من هنا , يستطيع المخيم أن يكون مكان لقاء مع الله , إذا كان لدينا وقتا كافيا للصلاة , وإذا وجه الولد في هذه المسيرة . ففي كل مساء , يجتمع الكشافة للسهرة حول نار المخيم , أنها لحظة فرح ومشاركة , ومن ثم تحل السكينة وكل واحد يدخل في أعماق نفسه وتنتهي السهرة بسماع كلمة الله.
والمخيمات على أنواع : المخيمات المحلية , والمخيمات الإقليمية , والمخيمات العالمية . وهذه المخيمات تختلف من ناحية الاختصاص : مخيمات دراسية , تدريبية , تجمعات عامة, ترفيهية … وكلها تهدف إلى تعزيز الحوافز والخبرة الدينية بين الأفراد من خلال المشاركة الروحية في الحياة اليومية , وتساعد على تحمل المسؤولية , وتقو بروح المنافسة الشريفة , وتغيير من الناحية الصحية …
ج- 3قانون الكشافة : إن الحركة الكشفية , هي نظام ووعد قبل أي شيء . فبدون السير حسبهما كل الرتب الكشفية لا تنفع شيئا . جملة الأب سيفان هذه تفهمنا أهمية نظام الحركة الكشفية . وانطلاقا من نظام بادن باول , للشباب من مختلف الأديان , عمل الأب سيفان نظاما آخر بنظرة روحية وشاملة . أسلوب غني, واضح , يعطي المثال الأعلى للشباب .
[قانون الكشاف : البند الأول – على الكشاف أن يقول الصدق وليعلم أن شرفه موثوق به .
البند الثاني – الكشاف مخلص لله ولامته وبلاده ولوالديه ومعلميه .
البند الثالث – الكشاف نافع ومعين للناس .
البند الرابع – الكشاف صديق للجميع وأخ لكل كشاف مهما اختلفت درجته الاجتماعية .
البند الخامس – الكشاف أديب ومهذب .
البند السادس – الكشاف يرفق بالحيوان .
البند السابع – الكشاف لا يعارض أوامر معلميه ووالديه وقائد فرقته .
البند الثامن – الكشاف بشوش ويقابل الشدائد بصدر رحب .
البند التاسع – الكشاف مقتصد .
البند العاشر- الكشاف طاهر القلب حسن القول حميد الفعل .
فقاعدة الكشفية : نفذ ثم ناقش . وشعار الكشفية : كن مستعدا , وشعار الجوالة : الخدمة العامة . فقط نظام الحركة الكشفية يصنع من العضو كشافا , وبدونها يصبح شخصا مرتديا الزي الكشفي . يعد الأعضاء يوم إبراز وعدهم , بان يعملوا من نظام الحركة الكشفية مرجعا لحياتهم . وهذا ما تعنيه التحية الكشفية التي يتبادلونها فيما بينهم . الأصابع الثلاثة المفتوحة تقول : صراحة , إخلاص , ونقاوة . هذه الكلمات ليست فارغة المعنى .
د. النمو الشخصي : إحدى خصائص الحركة الكشفية الأربعة هي النمو الشخصي لكل ولد . فكل مرحلة هي فرصة للتقدم الإنساني والروحي , وتعمق اكثر بمثالهم الأعلى . وهكذا رويدا رويدا , كل حسب مقدرته وإمكاناته , يصبح الولد صانع تقدمه الشخصي كما يقول بادن باول .
الحياة هي اكتشاف الشخصية الفردية وعيشها . هذه الشخصية توجد كبذرة في البداية وتتفتح مرحلة بعد مرحلة .
المرحلة الأكثر أهمية هي الوعد الذي يعلنه عن إرادة الشاب للعمل بحسيب نظام الحركة الكشفية ويجعله قاعدة تصرفه . يبرز بعد الوعد بعد دخوله الحركة ببضعة اشهر , ويجب على العضو بذاته أن يطلب إبراز الوعد والاستعداد يكون مسؤولا عن حياته وان يعطيها هدفا واتجاها .
عهد الكشاف :
اعد بشرفي أن ابذل جهدي لكي أقوم بواجبي نحو الله والوطن والمليك . وان أساعد الناس في كل ظرف وحين وان اعمل بقانون الكشافة ( المرشدات ) .
يوم الوعد هو يوم الدخول في الحركة الكشفية . نقطة انطلاق , لأننا لا ننتهي أبدا من أن نكون كشافا , ويتبع ذلك مراحل واكتشافات أخرى , لها مستوى مختلف , فالرتب التي تحمل على الكتف تعني أن هذا الشاب هو فاعل ومثمر وقائد , أو رئيس فرقة . وعلى الرئيس أن يهتم بان تكون الرتب حسب المقدرات الحقيقية لكل فرد .
ولهذا نظام الأوسمة , المتبع في الحركة الكشفية يدع الولد من ناحية عملية إلى أخرى ويشجعه على المضي فيها لتظهر مواهبه وميوله الخاصة . وهكذا يمكن الاعتماد عليه , ويعتني بنفسه ويتغلب على صعوبات الحياة التي تعترض طريقة , ويساعد غيرة من الناس .
وهناك نوعان من الأوسمة : الأولى يتعلق بالكفاءة والثاني بالحرف والصناعات . وعلى الكشاف أن يختار ما يشاء منها وفق ميوله ورغباته . وقبل أن يتقدم لقطع العهد على نفسه لا بد له من معرفة بعض الأمور الأساسية التي تدل على ثباته وميوله للحركة الكشفية , وهي تضم عدة أشياء بينها قانون الكشافة والعهد .
نستنتج من خلال هذا العرض , أننا لا نستطيع تسمية أية مجموعات أولاد بمجموعة كشفية , لنسمع ما يقولة الأب سيفان لمسئولي فرنسا سنة 1923 : " أن الحركة الكشفية جسم , منظمة تختلف عن أية حركة شبيبة أخرى . بإمكان كل واحد أن يقبل أو أن يرفض هذا النظام , ولكن إذا أردنا استعماله , علينا أن نقبله بأمانة , وبإرادة حرة لكي نطبقة كم عرضه علينا المؤسس , ووافقت عليه الكنيسة , وتكرس عبر سنوات من الاختبار " . ولهذا فان الأساليب المتبعة لا تتحقق إلا بإرادة رؤساء مؤهلين لذلك . لنسمع ما قاله الأب سيفان : " لا نعمل أي شيء ارتجاليا في الحركة الكشفية , هنالك روح علينا اكتسابه , من خلال أساليب تربوية , اكتساب مقدرات .
لا يمكن تعليم القانون والعهد عن طريق حفظ الكلمات عن ظهر القلب بل عن طريق تطبيقه عمليا في التداريب العملية والحياة اليومية , لان الأولاد يتعلمون بالتطبيق والعمل اكثر مما يتعلمون بالاستماع إلى الكلام أو ترديده . ولذا وضعت جميع أعمال الكشافة بصورة تتمشى مع روح القانون والعهد على الإداريين الإقليميين أن يسلموا قيادة الوحدات الكشفية لأشخاص مؤهلين لهذه المهمة . لذا على قادة الفرق أن يتبعوا دورات تدريبية خاصة وبالتالي تعرض الحركة الكشفية النظام غير المسؤول , حيث يكفي القليل لنكون مسؤولين مباشرة عن فرق كشفية.
إن تدريب القادة هو شرط أساسي أولي حتى تكون الحركة الكشفية حقيقية ألم يلاحظ الأب سيفان بعد تكوين الحركة الكشفية بعدة سنوات ضرورة تأسيس " مخيم دراسي " يستطيع كل شاب يريد أن يصبح مسؤولا أن يتبع دورات خاصة بذلك .
كما أن الغصن لا يستطيع أن يعيش إلا إذا متصلا بالشجرة , كذلك الفرق الكشفية , لا تستطيع أن تعيش إلا إذا اتصلت بالأخوية الكبيرة للحركة الكشفية العالمية . عن طريق المجلات , الدورات التدريبية والمؤتمرات … الخ . والقادة المحليون هم القنوات التي تعطي روح الحركة الكشفية الحقيقية .
تشارك الحركة الكشفية في بناء عالمنا . وتعرف ما يوجد من أمور تعيق عملنا الاجتماعي , من مشاكل اجتماعية وأخلاقية وبطالة ومخدرات , وما ينتج عن ذلك .
تعتقد الحركة الكشفية أن بإمكانها إعطاء حلول لكل هذا , وتريد أن تتجنب حالات اليأس التي بإمكانها أن تصيب شبابنا , فتقترح مثالا أعلى , متطلبات , تخلي دائم عن الذات , وهذا هو سر انجذاب كثير من الشباب إلى الحركة الكشفية بأكملها . " فإذا فسد الملح فأي شيء يملحه " .
شعر الأب سيفان منذ زمن طويل أن الحركة الكشفية قد تكون بداية مغامرة روحية للكثير من الشباب بالحقيقة, اكتشف كثيرون دعوتهم كمسيحيين حقيقيين أو مكرسين لله , واخرين استطاعوا بالتزامهم المسيحي أن يؤثروا فعليا في الحياة الاجتماعية والسياسية . لا شك أن دعوات كثيرة ولدت وستولد أيضا داخل الحركة الكشفية.
إن أساليب التربية الكشفية غنية جداً , ولكننا سنعطي الوسائل الاساسية الاربعة : حياة الفرقة , المخيم , قانون الكشافة, النمو الشخصي .
أ- حياة الفرقة : كثيراً ما شبهت الفرق الكشفية بالاسرة السعيدة . وكي يجد مكانته ويعرف شخصيا في مختلف مراحل نموه , فمن الضروري ان يكون عدد الكشافة محدود . فلا يجب ان يزيد عدد كل مجموعة اكثر من 25- 30 عضو فقط . يتفرع منها فرق كشفية .
إن حياة الجماعة هي العنصر الاساسي في النظام التربوي للحركة الكشفية فهي المكان المناسب لبناء حياة الجماعة , ضمن هذه الفرق الصغيرة المكونة من 6-7 اشخاص . ومن كل فرقة ينتخب قائد . حتى الولد الخجول سيتجرأ للتعبير عن ذاته . فيتعلم كل واحد ان يسمع للاخر وان يتقبل الآخر كما هو ويتعلم التضامن والشعور مع الآخر. تعتبر الحركة الكشفية كل ولد بأنه جدير بالثقة ويجب أن نثق به . وبعد ان يقطع العهد على نفسه , يجب الاعتماد عليه في تنفيذه الى اقصى حد ممكن وربما ظهرت بعض الامور التي لا يمكن تجنبها , فعلينا التغاضي عنها , لانها ثمن بسيط للثقة بالنفس وحسن النية التي تغرس في نفس الولد نتيجة لموقفنا هذا منه . ان هذه الثقة ليست مبدأ نظرياً , بل يجب تطبيعها في نظام المجموعة وفي كل مناسبة.
في الفرق الكشفية يتم التدرب على حياة الجماعة والمسؤولية . فتقدم للشبيبة الكشفية نمطاً حياتياً يتناسب مع عمر الكشافة , ليشعر كل واحد بانه قادر على حمل المسؤولية , وبأنه عضو فعال بحاجة اليه. فيكتشف في هذا الجو المشجع, امكانيات جديدة , فينمي مواهبه ويضعها في خدمة الآخرين .
يبلغ عدد الكشافة في العالم 22 مليون , يمارسون نفس القوانين , نفس الوعد , ونفس التحية الكشفية . يرتدون لباساً موحداً يظهر للاخرين , بأنهم أعضاء في الحركة الكشفية , وبأنهم سعداء بهذه العضويه , ويسهل التعرف على الاعضاء الآخرين من نفس المجموعة , دون تمييز عنصري او لغوي أو اجتماعي .
من هنا لا بد ان نرى الصفات التي يجب على القائد التحلي بها ليحسن التعامل مع الافراد : ان يكون قدوة حسنة في القيام بواجبه الديني وتمسكه في الفضيلة , ان يكون شاهد للرسالة الموكلة اليه لنقل الفرح المسيحي من خلال المجموعة . ان يفهم الحركة الكشفية, ان يكون قوي الشخصية والقدرة على القيادة , عليه النزول الى مستويات الكشاف والقدرة على التعلم والتفاهم معهم , والقدرة على مشاركتهم حياتهم وهمومهم ...
ب- المخيم :كان بادن باول يقول :" ان الطبيعة هي الينبوع الاول لكل تربية ". المخيم هو زمن مدرسة الطبيعة زمن يتراوح بين 3-15 يوما حسب الامكانيات , عمر , وخبرة الاولاد , وحسب تنشئة وتدريب القادة . المخيم القصير , يحتوي كل حركة كشفية حقيقية أفضل من مخيم طويل ممل بسبب عدم التنظيم والابتكار والالتزام . يتطلب المخيم ترتيباً مسبقاً كي يتوج بالنجاح من كل أعمال الكشافة السنوية , ويعطي الحركة الكشفية , المناسبة للاستفادة من خبرة كل واحد من اسعاف او مطبخ, او قراءة خرائط ... الخ .
المخيم هو خبرة تضامن : عند الوصول الى المخيم , يجب تحضير كل شيء وبناء كل شيء . أولاً , بناء المخيم ثم الترتيب . ويساهم في هذا العمل الكبير والصغير . ومن وراء هذا العمل تنتج الصداقة , التي تستمر بعد المخيم , لانها ناتجة عن العمل المتعب والمشترك , وعن الخدمة المتواصلة , والفرح بالنجاح .
المخيم هو خبرة حقيقية : فمن خلال الجهد , الحر , المتاعب , والصعوبات تظهر الاطباع ... فهل يحافظ الكشافة على الابتسامة ام على عدم ضبط النفس ؟ يسمح لنا المخيم بمعرفة الذات والاخرين بشكل أفضل .
المخيم اختبار الحرية : لا أخذ الى المخيم الا الضروري , لان الحياة هناك بسيطة وبدون تصنع . فنتعلم التخلص من كل ما يثقل الحياة اليومية ويساعد المخيم على الاكتشاف المستمر للقيم الحقيقية .
المخيم هو خبرة روحية : اليس بلغة الطبيعة , الزرع , الكرمة , وزنابق الحقول علم يسوع تلاميذه ؟ أن حياة المخيم تتكلم لغة الله الرمزية , لغة الكتاب المقدس والليتورجيا ؟ تجذب الطبيعة بشكل عفوي , وتجعل الولد يتعجب . فانطلاقا من هنا , يستطيع المخيم أن يكون مكان لقاء مع الله , إذا كان لدينا وقتا كافيا للصلاة , وإذا وجه الولد في هذه المسيرة . ففي كل مساء , يجتمع الكشافة للسهرة حول نار المخيم , أنها لحظة فرح ومشاركة , ومن ثم تحل السكينة وكل واحد يدخل في أعماق نفسه وتنتهي السهرة بسماع كلمة الله.
والمخيمات على أنواع : المخيمات المحلية , والمخيمات الإقليمية , والمخيمات العالمية . وهذه المخيمات تختلف من ناحية الاختصاص : مخيمات دراسية , تدريبية , تجمعات عامة, ترفيهية … وكلها تهدف إلى تعزيز الحوافز والخبرة الدينية بين الأفراد من خلال المشاركة الروحية في الحياة اليومية , وتساعد على تحمل المسؤولية , وتقو بروح المنافسة الشريفة , وتغيير من الناحية الصحية …
ج- 3قانون الكشافة : إن الحركة الكشفية , هي نظام ووعد قبل أي شيء . فبدون السير حسبهما كل الرتب الكشفية لا تنفع شيئا . جملة الأب سيفان هذه تفهمنا أهمية نظام الحركة الكشفية . وانطلاقا من نظام بادن باول , للشباب من مختلف الأديان , عمل الأب سيفان نظاما آخر بنظرة روحية وشاملة . أسلوب غني, واضح , يعطي المثال الأعلى للشباب .
[قانون الكشاف : البند الأول – على الكشاف أن يقول الصدق وليعلم أن شرفه موثوق به .
البند الثاني – الكشاف مخلص لله ولامته وبلاده ولوالديه ومعلميه .
البند الثالث – الكشاف نافع ومعين للناس .
البند الرابع – الكشاف صديق للجميع وأخ لكل كشاف مهما اختلفت درجته الاجتماعية .
البند الخامس – الكشاف أديب ومهذب .
البند السادس – الكشاف يرفق بالحيوان .
البند السابع – الكشاف لا يعارض أوامر معلميه ووالديه وقائد فرقته .
البند الثامن – الكشاف بشوش ويقابل الشدائد بصدر رحب .
البند التاسع – الكشاف مقتصد .
البند العاشر- الكشاف طاهر القلب حسن القول حميد الفعل .
فقاعدة الكشفية : نفذ ثم ناقش . وشعار الكشفية : كن مستعدا , وشعار الجوالة : الخدمة العامة . فقط نظام الحركة الكشفية يصنع من العضو كشافا , وبدونها يصبح شخصا مرتديا الزي الكشفي . يعد الأعضاء يوم إبراز وعدهم , بان يعملوا من نظام الحركة الكشفية مرجعا لحياتهم . وهذا ما تعنيه التحية الكشفية التي يتبادلونها فيما بينهم . الأصابع الثلاثة المفتوحة تقول : صراحة , إخلاص , ونقاوة . هذه الكلمات ليست فارغة المعنى .
د. النمو الشخصي : إحدى خصائص الحركة الكشفية الأربعة هي النمو الشخصي لكل ولد . فكل مرحلة هي فرصة للتقدم الإنساني والروحي , وتعمق اكثر بمثالهم الأعلى . وهكذا رويدا رويدا , كل حسب مقدرته وإمكاناته , يصبح الولد صانع تقدمه الشخصي كما يقول بادن باول .
الحياة هي اكتشاف الشخصية الفردية وعيشها . هذه الشخصية توجد كبذرة في البداية وتتفتح مرحلة بعد مرحلة .
المرحلة الأكثر أهمية هي الوعد الذي يعلنه عن إرادة الشاب للعمل بحسيب نظام الحركة الكشفية ويجعله قاعدة تصرفه . يبرز بعد الوعد بعد دخوله الحركة ببضعة اشهر , ويجب على العضو بذاته أن يطلب إبراز الوعد والاستعداد يكون مسؤولا عن حياته وان يعطيها هدفا واتجاها .
عهد الكشاف :
اعد بشرفي أن ابذل جهدي لكي أقوم بواجبي نحو الله والوطن والمليك . وان أساعد الناس في كل ظرف وحين وان اعمل بقانون الكشافة ( المرشدات ) .
يوم الوعد هو يوم الدخول في الحركة الكشفية . نقطة انطلاق , لأننا لا ننتهي أبدا من أن نكون كشافا , ويتبع ذلك مراحل واكتشافات أخرى , لها مستوى مختلف , فالرتب التي تحمل على الكتف تعني أن هذا الشاب هو فاعل ومثمر وقائد , أو رئيس فرقة . وعلى الرئيس أن يهتم بان تكون الرتب حسب المقدرات الحقيقية لكل فرد .
ولهذا نظام الأوسمة , المتبع في الحركة الكشفية يدع الولد من ناحية عملية إلى أخرى ويشجعه على المضي فيها لتظهر مواهبه وميوله الخاصة . وهكذا يمكن الاعتماد عليه , ويعتني بنفسه ويتغلب على صعوبات الحياة التي تعترض طريقة , ويساعد غيرة من الناس .
وهناك نوعان من الأوسمة : الأولى يتعلق بالكفاءة والثاني بالحرف والصناعات . وعلى الكشاف أن يختار ما يشاء منها وفق ميوله ورغباته . وقبل أن يتقدم لقطع العهد على نفسه لا بد له من معرفة بعض الأمور الأساسية التي تدل على ثباته وميوله للحركة الكشفية , وهي تضم عدة أشياء بينها قانون الكشافة والعهد .
نستنتج من خلال هذا العرض , أننا لا نستطيع تسمية أية مجموعات أولاد بمجموعة كشفية , لنسمع ما يقولة الأب سيفان لمسئولي فرنسا سنة 1923 : " أن الحركة الكشفية جسم , منظمة تختلف عن أية حركة شبيبة أخرى . بإمكان كل واحد أن يقبل أو أن يرفض هذا النظام , ولكن إذا أردنا استعماله , علينا أن نقبله بأمانة , وبإرادة حرة لكي نطبقة كم عرضه علينا المؤسس , ووافقت عليه الكنيسة , وتكرس عبر سنوات من الاختبار " . ولهذا فان الأساليب المتبعة لا تتحقق إلا بإرادة رؤساء مؤهلين لذلك . لنسمع ما قاله الأب سيفان : " لا نعمل أي شيء ارتجاليا في الحركة الكشفية , هنالك روح علينا اكتسابه , من خلال أساليب تربوية , اكتساب مقدرات .
لا يمكن تعليم القانون والعهد عن طريق حفظ الكلمات عن ظهر القلب بل عن طريق تطبيقه عمليا في التداريب العملية والحياة اليومية , لان الأولاد يتعلمون بالتطبيق والعمل اكثر مما يتعلمون بالاستماع إلى الكلام أو ترديده . ولذا وضعت جميع أعمال الكشافة بصورة تتمشى مع روح القانون والعهد على الإداريين الإقليميين أن يسلموا قيادة الوحدات الكشفية لأشخاص مؤهلين لهذه المهمة . لذا على قادة الفرق أن يتبعوا دورات تدريبية خاصة وبالتالي تعرض الحركة الكشفية النظام غير المسؤول , حيث يكفي القليل لنكون مسؤولين مباشرة عن فرق كشفية.
إن تدريب القادة هو شرط أساسي أولي حتى تكون الحركة الكشفية حقيقية ألم يلاحظ الأب سيفان بعد تكوين الحركة الكشفية بعدة سنوات ضرورة تأسيس " مخيم دراسي " يستطيع كل شاب يريد أن يصبح مسؤولا أن يتبع دورات خاصة بذلك .
كما أن الغصن لا يستطيع أن يعيش إلا إذا متصلا بالشجرة , كذلك الفرق الكشفية , لا تستطيع أن تعيش إلا إذا اتصلت بالأخوية الكبيرة للحركة الكشفية العالمية . عن طريق المجلات , الدورات التدريبية والمؤتمرات … الخ . والقادة المحليون هم القنوات التي تعطي روح الحركة الكشفية الحقيقية .
تشارك الحركة الكشفية في بناء عالمنا . وتعرف ما يوجد من أمور تعيق عملنا الاجتماعي , من مشاكل اجتماعية وأخلاقية وبطالة ومخدرات , وما ينتج عن ذلك .
تعتقد الحركة الكشفية أن بإمكانها إعطاء حلول لكل هذا , وتريد أن تتجنب حالات اليأس التي بإمكانها أن تصيب شبابنا , فتقترح مثالا أعلى , متطلبات , تخلي دائم عن الذات , وهذا هو سر انجذاب كثير من الشباب إلى الحركة الكشفية بأكملها . " فإذا فسد الملح فأي شيء يملحه " .
شعر الأب سيفان منذ زمن طويل أن الحركة الكشفية قد تكون بداية مغامرة روحية للكثير من الشباب بالحقيقة, اكتشف كثيرون دعوتهم كمسيحيين حقيقيين أو مكرسين لله , واخرين استطاعوا بالتزامهم المسيحي أن يؤثروا فعليا في الحياة الاجتماعية والسياسية . لا شك أن دعوات كثيرة ولدت وستولد أيضا داخل الحركة الكشفية.